(موسم شهر رمضان ١٤٤١هـ/٢٠٢٠م)
زمان الأزمة /2
.....
يقول رب العزة سبحانه :هذه آية حجاجية بامتياز.
(وإنك لتُلَقَّى القرآن من لدن حكيم عليم).
وهي آية برهان قاطع. تصلح مقدمة وتمهيدا لنقض كل دعاوى الهجوم على القرآن الكريم.
وتصلح تمهيدا للدخول إلى عالم تجديد دراسات القرآن الكريم من بوابة وثاقة النص الكريم.
الآية مؤكَّدة ؛لتقطع الطريق على قطاعات الجماهير المتشككة النافرين من استقبال وحي السماء.
ثم إن الآية خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. والخطاب نوع إقبال وحفاية ومحبة من الله المرسل إلى سبحانه إلى النبي المستقبل صلى الله عليه وسلم.
والآية نص دامغ في نفي كل دعوى تزعم أن القرآن من عند النبي صلى الله عليه وسلم. وهي نص قاطع في إعادة تأكيد الاعتراف بوثاقة نسبة الكتاب العزيز إلى الله تعالى. ونص قاطع في وثاقة تنزله على قلب النبي صلى الله عليه وسلم من عند الله تعالى.
والآية في استعمالها الفعل (تُلَقَّى)دليل آخر على أن القرآن الكريم يتنزل من جديد بدلالة الاستمرار المركوزة في صيغة الفعل.
التلقي تحفيظ. والتلقي تعليم. والتلقي مدارسة. والتلقي تفهيم. والتلقي ارتباط بين الأرض والسماء.
وإعلان مفتتح الإرسال معتمدا على صفتين جليلتين من صفات الله تعالى تتعلقان بقضية الآية بصورة مؤسسة.
الآية تعلن أن القرآن نزله( حكيم).
و الحكيم هو الذي يملك التدبير عن خبرة وطول باع وقدرة على الحكم والحسم.
ثم إن الآية تعلن أن القرآن نزله (عليم).
والعليم هو الذي يحيط بحقائق الأشياء وماهياتها.
واقتران الصفتين معا مقصود؛ لتحقيق الارتقاء بدرجة الموثوقية في الكتاب العزيز وصولا بها إلى أعلى مستوياتها.
وورود الصفتين نكرتين جاء تعظيما لمنزْل النص ومحكمه سبحانه.
الآية تصنع شيئا عجيبا؛ إذ تمهد للقصص القادم من أرجح طريق يتعلق بمنح الموثوقية للكتاب العزيز من جهة منزله.
والآية مثال بديع في تأسيس صناعة التهدي للإقناع بجدوى ما سوف يُتلى على الناس في هذا الكتاب العزيز من قواعد النجاة من كل أزمة ومن كل وباء.
===================
الأستاذ الدكتور خالد فهمي
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق: