خزانة الأديب:
يقول رب العزة سبحانهيوشك أن يحملنا على أن نقرر أنه يتنزل من جديد الآن؛ بسبب من أجواء الأزمة التي تطيف بنا.
(تلك آيات القرآن وكتاب مبين /
هدى وبشرى للمؤمنين)؛
هذا مفتتح عجيب.
وزمان الأزمة يحتاج في مواجهته إلى نمط من البشرى يعين على أعبائه ومخاطره.
المفتتح مناسب جدا لسورة تحمل اسم سورة النمل.
والنمل في تاريخ الثقافة العالمية رمز على الاستقامة والصلاح. ورمز على الطاعة والخضوع. ورمز على الانتماء والفضيلة. وهو ما استقر على أمر تفسير رمزيتها في الثقافات القديمة كما يقرر كوبر في موسوعة الرموز التقليدية المصورة في التعليق على مدخل النمل :the ant.
المفتتح الكريم يشير إلى أن التعلق بالكتاب العزيز من كل جهاته وتجلياته : مقروءا، ومكتوبا هو الأساس المشيد لمصانع النجاة والاستقامة.
والمفتتح يعالن بأن تنفيذ الناس إرشادات الكتاب العزيز مفض إلى تحقيق البشريات.
الآيتان في مفتتح السورة الجليلة دعوة للعناية بتحسين الصوت بالكتاب؛ لدرجةتوشك أن تقرر أن التحسين علاج ودواء.
وربما نبه هذا المفتتح إلى أن تحسين الصوت والتطريب به مدخل ممتاز لمقاومة الاكتئاب في زمان الوباء.
والآيتان في مفتتح السورة دعوة جديدة للعناية بجماليات المصحف الشريف من حيث هوكتاب يصافح البصر بعد إذ هو قرآن يصادق الأذن.
وقد فهمت الأمة ذلك في جزء من تاريخها؛ فزوقت المصاحف، وزخرفتها، وزينت غلافها، وتفننت في تجويد أثاثها وحواملها وخزائنها.
الآيتان في مفتتح السورة تقرران أن القضاء على الأزمة يوجب اتباع إرشاد الله في الكتاب؛ لأن الكتاب هدي؛ ولأن الهدي هو طريق تحقيق البشرى.
مفتتح السورة في التحليل التركيبي يقرر أن حال الأزمات يلزمه التهدي بالكتاب. وأن التخطيط الدائم يلزمه التهدي بالكتاب.
المفتتح دعوة للاستقامة على طريق هدى الله في كتابه.
والمفتتح دعوة للتعلم من رمزية النمل في الخضوع والطاعة لهدي الله في الكتاب.
والمفتتح مثال عجيب لتأسيس التفاؤل من توظيف المعجم الأبيض إن صح التعبير؛ ذلك المعجم الذي يفيض بدلالات مؤنسة مبهجة تفيض بالفرح الساكن الذي يسكن بنية البشرى والهدى المصاحب للإيمان.
المفتتح في أول رسالة له يقول النجاة والبشرى من هنا؛ من طريق الله
الدكتور/ خالد فهمي
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق: