خزانة الأديب :
بقلم الدكتور محمدعلى صالحين
الفنان التشكيلي خالد عبد الراضي (3)
☆ هذه اللوحة البديعة للفنان الموهوب المحترف/ خالد عبد الراضي: تم تشكيلها منذ أكثر من ثلاثين عامًا، وهي زيتٌ على توال، مقاس 80 × 70 سم تقريبًا.
☆ واللوحة الفنية الرائعة تصور لقطة حقيقية لسيدة ريفية فى سوق الطيور؛ الذى لا يزال يُقام حتى الآن بجوار مسجد الحبشى، بمدينة المنيا، خلف البسطه القبلية.
☆ اللوحة تم إبداع خلفيتها بأشكال المبانى نفسها، وبعض المحلات البسيطة ذاتها؛ التى كانت موجودة في هذا الزمن الجميل، قبل تغول الكباري، والأبراج الأسمنتية القبيحة.
☆ أبدع فناننا الجميل هذه اللوحة بعينه، ثم بأنامله؛ مشدوهًا ببساطة أختنا الريفية الطيبة، الكادحة، منبهرًا بيقين الرضا على محياها الرباني فائق الجمال؛ بدون مساحيق كيمائية، ولا ألوان زائفة، ولا رتوش شائهة، بثيابها المهندمة رغم بساطتها، الأنيقة مع احتشامها، وبجلستها المتمكنة على الأرض الطيبة، التي تعلو بها على كثير من صاحبات الكراسي المنتزعة بالنفاق تارة، وبالرِّشا المعنوية والمادية تارات!
☆ إنها بائعة ريفية بسيطة، تساعد أسرتها بتربية بعض الطيور، وتخرج بها من قريتها القاصية أو البعيدة أو حتى القريبة، مع أول ضوء الصبح؛ حاملة قفصيها، وزلعة مائها، وصرة طعامها، كل هذا فوق رأسها، منتقلة في وسائل مواصلات غير آدمية بالمرة، حتى تدلف إلى سوق يوم الاثنين، في البندر؛ مفترشة الأرض؛ ملتحفة السماء، وأمامها قفص الأرانب، عليه الأوزتان، وبجواره قفص الحمام الزغبي؛ مبدية السماحة في بيعها، من غير طمع، ولا استغلال!
☆ ويبدو أن اللقطة البديعة كانت في فصل الصيف؛ حيث تتبدى مساقط الشمس الذهبية؛ بكل تعبيراتها، ودفئها، والاستعداد لتوقي حرها ولظاها بنصب هذه المظلة (الشمسية) بارتفاعها المناسب، ومساحة الظل الوارف الذي تلده تحتها، وألوانها المبرقشة البهيجة.
☆ هذه هي مصر الحقيقية في وجدان هذا الفنان، تشبعتْ بها نفسه، وقرتْ بها عينه، فأبدعتها أنامله وريشته؛ مصر الطيبة، المنتجة، المتآزرة، المتلاحمة، المتراحمة، مصر الجميلة في بساطتها، وفطرة أهلها، واحترامها لخصوصيتها، وخصوبتها، وكرامتها، مصر بشخصيتها المتفردة، دون استلاب حضاري فارغ، ولا مهرجانات بسجاجيد حمراء، ودعارة مستترة خلف التحضر الغربي الزائف، والفن المظلوم؛ بين مؤسسات غافية، وتجارة رقيق مسعورة، وإلهاء الحيارى بين الشهوتين الحيوانتين!!!
- اضغط هنا لمتابعة ( الفنان التشكيلي خالد عبد الراضي) اضغط هنا
- لمتابعة كتابات الأستاذ الدكتور محمد علي صالحين اضغط هنا
الأستاذ الدكتور محمد علي صالحين
أستاذ مساعد سابق لدى كلية دار العلوم جامعة المنيا
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق: