أ.د/ خالد فهمي :كأن القرآن يتنزل من جديد (نحو تعزيز الهوية) المقالة الأولى ١٤٤٣هـ - 2022 م

شارك :

 

خزانة الأديب : 

بقلم الأستاذ الدكتور خالد فهمي 

أ.د/ خالد فهمي :كأن القرآن يتنزل من جديد (نحو تعزيز الهوية) المقالة الأولى ١٤٤٣هـ - 2022 م



يقول رب العزة الواحد الفرد الصمد :

إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ

هذه آية جليلة القدر جدا.

وبعض جلالها ماثل في هذا العطف الرباني على الحياة بسوق البشرى عند اشتداد الظلام وتخبط الأنام

الآية عيد التذكير بتاريخ ماجد لحالة فريدة من حالات الطهر والنقاء الباذخ المقيم على امتداد الزمان.

تاريخ من الطهر الحقيقي مرده إلى مظلة الإيمان بالله في أعلى تجلياته؛ في الملائكة المجبولين على الطاعة المنخرطين في القيام لله بما يستحقه من الثناء والمحامد وفي مريم البتول الطاهرة التي اصطفاها الله وطهرها على العالمين وفي المسيح المبارك من الله الذي كتب له النجاة.

آية وصناعة الفرحة

الآية تتحدث عن صناعة الفرح والبهجة الحقيقية وتقرر أن مصانعها تدور على مادة أمر الله وكلمته وخبره.

والآية تقرر أن الله يتجلى كيف يشاء. وهو هنا يتجلى قادرا على خلق المسيح من أمه فقط بدلالة نسبته إليها في الآية الكريمة.

والآية تقرر أن سبيل حيازة الشرف والمرتبة العلى التي هي ترجمة الوجاهة يكمن في اتباع كلمة الله تعالى والانصياع لأوامره. وأن سبيل الفوز بالقرب والنجاة يوم القيامة هو ذات السبيل الكامن في الطاعة والانصياع وكمال الإقبال مع الفرح على الله.

الآية تدمغ الأعراف الفاسدة التي تزدري من نُسِب إلى أمه من الناس. وتقرر أن النسب إلى الأمهات قد يكون سبيل فخار لصاحبه لو كان الآم على طريق طاهرة كمريم أو كان الولد على سبيل الشرف والطاعة والبركة كالمسيح؛ وقد كان من أمر هذه الحضارة الإسلامية أيام هيمنة أخلاق الشريعة أن صنف أهل التراجم والتاريخ رسائل ومصنفات فيمن نسب إلى أمه من الشعراء والعلماء.

والآية تفتح بابا جليل القدر لفحص ما يمكن تسميته بالإعجاز المعجمي والتعريبي في تعريب المسيح وعيسى.

المسيح في الآية الكريمة المولود مشمولا ببركة الله تعالى ابتداء. وعيسى في الآية الكريمة الذي نجاه الله تعالى بقرينة (ومن المقربين) التي جاءت في ختام الآية.

والآية مثال عبقري للإعجاز بالإنباء بالغيب عن نجاة عيسى وتخليص الله له من لؤم المتآمرين به.

الآية الكريمة تسعى إلى افتتاح مصانع الفرح والبهجة وما يبشر الناس ويسعدهم وطريق ذلك إقامة التوحيد لله وحده واستقبال عطاياه الماثلة في إرسال الرسل الذين هم من خاصة خلقه خالصين لطاعته أئمة لغيرهم على طريق الدعوة إلى الإيمان بالله الواحد المتفضل واهب الحياة وواهب الطريق الموصل للنجاة.

______________________________________


روابط تهمك 


  1. لقراءة سلسلة (كأن القرآن يتنزل من جديد) الجزء الأول هنا
  2. لقراءة سلسلة (كأن القرآن يتنزل من جديد) زمان الأزمة هنا
  3. قراءةسلسلة(كأن القرآن يتنزل من جديد) نحو تعزيز الهوية  هنا
  4. لقراءة كل مقالات وكتابات الأستاذ الدكتور خالد فهمي هنا















.

شارك :

الدكتور خالد فهمي

درر وجواهر العلماء

كأن القرآن يتنزل من جديد

كأن القرآن يتنزل من جديد (نحو تعزيز الهوية)

ما رأيك بالموضوع !

0 تعليق: