الأستاذ الدكتور محمد على صالحين : ذكرياتي مع الدكتورسعيد صوابي (الجزء الثالث)

شارك :

 خزانة الأديب : 


الدكتورسعيد صوابي




الأستاذ الدكتور محمد علي صالحين  




☆ بالجوار الشريف في مسكننا الأول لفضيلة العلامة المحدث الشيخ أ.د/ سعيد صوابي بجوار كلية التربية بالطائف انعقدتْ علاقةٌ إنسانيةٌ متينةٌ دامتْ لثلاثة عقود من الزمن، ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد، ولكن الله قدّر!

☆ وأود أن أفرد تبريحة اليوم بالركن الركين في شخصية هذا الداعية البصير المستبصر، وهو ركن القرآنية!

☆ نعم، كان القرآنُ المجيد هو أكسيرَ الحياة بالنسبة لأستاذنا، فهو في صحبة كتاب الله؛ ليلًا ونهارًا، مستمعًا، وتاليًا، ومتعاهدًا، ومتدبرًا، وقائمًا قانتًا، وإمامًا للصلاة، ومفسرًا في حِلقه الخاصة، ومعلمًا فذًّا لأحكام تلاوته وتجويده، ومصحِّحًا بغاية اللطف لمن يقرأ عليه، أو أمامه، ولديه حاسة مرهفة في ضبط مخارج الحروف وصفاتها، وبيان أحكام الوقف والابتداء؛ بناءً على معانٍ دقيقة، كنتُ أعدها من الفتوحات الإلهية لهذا العالِم الرباني.

☆ أذكر أنه -قدس الله روحه في عليين- كان يداعبني كثيرًا في هذا الصدد، وكان يحلو له مباغتتي بالسؤال تلو الآخر، وأنا بعد طالب علم غض، لم أستوِ على سوقي، من ذلك أنه سألني -أثناء إجراءات تسلم عملنا بإدارة كلية التربية بالطائف- وكنتُ في قمة الانشغال بترتيب وثائقنا معًا، وملء بيانات كثيرة وسخيفة، ومجادلة مدير الكلية 

الشريف على الفهري في جدوى كل هذه الأوراق المكررة المملة: أسمعني يا شيخ محمد الآية التي تلي قوله تعالى: (وإن يونس لمن المرسلين)! فقلت من فوري: (إذ أبَق إلى الفلك المشحون) والباء مفتوحة يا شيخنا، وكثيرون يسكنونها ويقلقلونها، وهو خطأ مشتهر للأسف، فتلألأ وجه شيخنا كأنه مذهبة، وهتف: الله يفتح عليك، ويفتح لك، ويفتح بك، فسررتُ أيما سرور، وتعجب مدير الكلية من شأننا، ولو علم مقام شيخنا: ما انقضى تعجبه ولا إعجابه، فالسلام على شيخنا في الصديقين؛ ما غرّد قُمْريٌّ، وأورق عودٌ.



--------------------------------------------------------
تكملة الذكريات ستتابعونها تباعا على هذا الرابط إن شاء الله



الأستاذ الدكتور محمد علي  صالحين 
    ‏أستاذ مساعد‏ سابق لدى ‏كلية دار العلوم جامعة المنيا‏
شارك :

الدكتور سعيد صوابي

الدكتور محمد على صالحين

تباريح مع الدكتور محمد علي صالحين

ذكرياتي مع الشيخ سعيد صوابي

ما رأيك بالموضوع !

0 تعليق: