بقلم الأستاذ الدكتور / محمد علي صالحين
☆ وصلتِ الحافلة إلى البوابة الداخلية لصالة الوصول، فانقطع حديثي مع الشيخ المعتمر، وانشغل المسافرون؛ كُلُّ بنفسه وذويه، وسمعتُ شخصًا ينادي بلهجة غير مصرية: ((دكتور سعيد صوابي، دكتور سعيد صوابي))، فسُررت لأن ثَمَّ مَن سيهتم بأمر الشيخ وأسرته، وفرّقتنا الإجراءات الإدارية، وبات كل منا ليلته في فندق غير الآخر، فليس من وسيلة تواصل في هذه الآونة.
☆ التقينا ضحى اليوم التالي، في أروقة الجامعة الأم؛ ليأخد كل منا خطابَ تسلم العمل إلى كلية التربية بالطائف السعيد؛ الطائف عروس المصايف، وحاول الشيخ أن يعتذر بلطف عما حدث بالأمس، لكنني بادرته برفع الحرج، ومن عجب أننا كنا في فندقين متجاورين؛ مما يسّر علينا ركوب سيارة أجرة واحدة، وركبت معنا الحاجة أم أسماء التي كانت تنتظر على بوابة الجامعة؛ لأنه ممنوع دخول النساء (!!)
☆ أنس كلٌٌّ منا إلى الآخر، وزاد من طمأنينتنا أن زوجتي أنست إلى زوجة الشيخ كذلك، واتخذتها أختًا كبرى لها، بل كانت أم أسماء تداعبها أحيانًا فتصفها بأنها ابنتها البكرية!
☆ اتفقنا مع راعي سيارة أجرة، وأسرعنا التوجه إلى الطائف لفورنا، فاستلمنا العمل، وعهد بنا رئيس القسم الرقيق الخلوق/ دكتور سعود الروقي إلى وكيل القسم الأستاذ الدكتور عبد الرحمن المراكبي العلامة الأزهري الكبير؛ الذي لم يتركنا حتى حصلنا على شقتين بجوار الكلية في حي شهار الهاديء الراقي، فقطن الشيخ وأسرته في الطابق الأرضي، وسكنت وزوجي في الطابق الثاني (رووف رائع) وكان بيننا في الطابق الأول عروسان سعوديان حالمان، وكانت المنطقة كلها بنظام الفيلات، وبهذا السكن انعقدتْ علاقةٌ إنسانيةٌ متينةٌ دامتْ لثلاثة عقود من الزمن، ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد، ولكن الله قدّر!
تكملة الذكريات ستتابعونها تباعا على هذا الرابط إن شاء الله
الأستاذ الدكتور محمد علي صالحين
أستاذ مساعد سابق لدى كلية دار العلوم جامعة المنيا
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق: