بقلم الأستاذ الدكتور / محمد علي صالحين
ذكرياتي مع الدكتور سعيد صوابي (رحمه الله)
☆ بعث إلى أحد الأصدقاء المقربين بالخبر الحزين مساء أمس؛ فأثار شجوني، وأيقظ ذكرياتٍ عمرها ثلاثون عامًا؛ بالتمام، والكمال.
☆ في سبتمبر 1991 هبطتْ بنا الطائرة في مطار الملك عبد العزيز بجدة، فركبنا حافلة فاخرة؛ لتقلنا إلى صالة الوصول.
☆ كنتُ وزوجي الحبيبة السيدة Azza Yosof عروسينِ في شهر العسل، وفي شرخ شبابنا، نتطلع إلى حياة أسرية مستقرة ومثمرة، إذ أبصرنا في آخر الحافلة الوسيعة كهلًا أربعينيًّا كفيفًا، يلبس ملابس الإحرام، ويفيض نورٌ من وجهه الطفولي، ولا تكف شفتاه عن التمتمة، وحوله امرأة منتقبة، وطفلة صغيرة هادئة ملتصقة بأمها، وثلاثة أبناء أصغر منها، لا يكفون عن الحركة، وكلهم واقفون، يعتريهم كثير من الوجل، أو قل كثيرٌ من اللخمة!
☆ نهضتُ وزوجي، وأجلسنا الحاج، والحاجة، وشرعتْ زوجي تداعب الأطفال الخجلين؛ متحدثة مع أمهم، وطفقتُ أتعرف إلى الشيخ الوقور:
^ عمرة مقبولة يا حاج.
& منا ومنك يا أخي.
^ أنا من المنيا، ومتعاقد مع جامعة أم القرى.
& وأنا من الشرقية، ومتعاقد مع أم القرى، ولكن فرع الطائف.
^ سبحان الله، وأنا كذلك فرع الطائف.
هنا كانت الحافلة قد وصلتْ إلى البوابة الداخلية لصالة الوصول، فانقطع الحديث، وانشغل المسافرون؛ كُلُّ بنفسه وذويه.
--------------------------------------------------------
تكملة الذكريات ستتابعونها تباعا على هذا الرابط إن شاء الله
الأستاذ الدكتور محمد محمد علي عبد الصالحين
أستاذ مساعد سابق لدى كلية دار العلوم جامعة المنيا
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق: