الأستاذ محمد فايد عثمان فِي وَدَاعِ الدكتور : عبد الباسط بدر

شارك :

 خزانة الأديب :
فِي وَدَاعِ الدكتور : عبد الباسط بدر
نائب رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية
الأستاذ : محمد فايد عثمان
——————————


عَالَجَ النِّسْيَانُ جُرْحِي فَانْدَمَلْ
بَعْـضَ أَيَّـامٍ وَمِـيْزَانِي اعْتَـدَلْ


فَاسْتَعَدْتُ السَّعْدَ فِي سَاعَاتِهَا
وَابْتَـدَرْتُ (العُمْــرَ) أَيَّامًـا أُوَلْ

مَـا نَسِـيْتُ الجُـرْحَ لَكِنْ حِيْلَـةٌ
عَلَّـهُ يَنْـسَى مَكَانِي والمَحَـلْ !

رُبَّ يَـومٍ … مَـرَّ بِي فِي غَفْـلَةٍ
مِنْ تَبَارِيحِي وحُـزْنِي لَـمْ يَزَلْ

عَالِقًـا بِالبَـابِ .. يَرْجُـو سَكْرَةً
لَـمْ تَحِـنْ إِلَّا عَـلَى رَأْسي نَـزَلْ

عَاوَدَتْـنِي ـ غِيْلَـةً ـ فِي إِثْـرِهَـا
ذِكْرَيَاتٌ خِلْتُ مَاضِيْهَا ارْتَحَلْ

كُلَّمَا اسْتَجْمَعْتُ فِي كَفِّي مُنىً
رَدَّنِي لِلْيَـأْسِ مَفْقُـودُ الأَمَـلْ

أَيُّهَـا الحُـزْنُ الَّذِي عَهْـدِي بِـهِ
وَافِيًـا بِالدَّيْنِ مَأْمُـونَ المَطَـلْ

مَـا أَرَى نَبْقَى لِـ ( يَومٍ وَاحِدٍ )
دُونَمَـا هَـمٍّ بِـهَ البَـالُ انْشَـغَلْ

إِيْهِ (عَبْدَ البَاسِطِ) الأَوْلَى لَكُمْ
رُحْتَ لِلْنُّعْمَى تَوَافِي فِي عَجَلْ

شَاغَلَتْكَ ( الحُورُ ) عَنَّـا يَا لَهَـا
مِنْ إِشَارَاتٍ عَلى خَـيْرِ السُّـبُلْ

بَيْنَمَـا خَلَّفْتَنَــا فِي ( وَاقِــعٍ )
لا نَدُلُّ الدَّرْبَ مَوصُـولَ الزَّلَلْ

أَنْتَ يَـا مَنْ كَـمْ تَوَسَّـمْنَـا بِـهِ
صَادِقَ البُشْرَى وَرَيَّانَ المَحَلْ

رَغْمَ مَا عَانَيْتَ فِيْنَـا كُنْتَ مَنْ
يَصْبُغُ الأوقَاتَ فَرْحًـا مُفْتَعَلْ

يَـا دَلِيْـلًا .. كُـنْتَ فِي أَسْـفَارِنَـا
وَارْتَضَيْنَـا حُكْمَـهُ لَمَّـا عَـدَلْ !

كُلَّمَـا اسْـتَودَعْتُ قَـبْرًا صَاحِبًـا
عَادَ صَرْفُ الدَّهْرِ يُبْدِي مَا قَتَلْ

يَـا أَخِي وَ ( المَوتُ ) لا نِـدٌّ لَـهُ
كَمْ مَحَـا خَلْقًا وَأَفْنَى من دُوَلْ

عِشْتَ فِي (طَيْبَةَ) مَوفُورَ الرَّجَا
فِي جِوَارًٍ مِنْ سَنَا (خَيْرِ الرُّسُلْ)

ذَائِـدًا فِي (الْلَّيْـلِ) عَنْ مِيْرَاثِهَــا
والضُّحَى مَسْعَاكَ يَا نِعْمَ الرَّجُلْ

يَا أبَا ( بَدْرٍ ) ومَا أنْسَى ( لَمَى )
يَا أخًـا مَـا شَـانَـهُ يَـومًـا دَخَــلْ

هَـدَّنَا النَّعْيُ … وَمَـا مِنْ حِيْلَـةٍ
مَسَّنَـا الضُّـرُّ … وَنَـاعٍ مَـا سَـأَلْ

هَـلْ رَأَى مَـا فَـتَّ أَكْبَـادًا وَمَـا
رَابَنَـا مِنْ حَـادِثٍ دَاهٍ جَـلَلْ ؟

مَا لَنَا فِي فَاجِـعِ المَـوت سِوى
عِصْمَـةٍ بِالصَّبْرِ مِنْ وَخْزِ العِلَلْ

يَـا بَلِيْغًـا وَعْظُـهُ ( حَيًّـا ) وَفِي
مَوتِـهِ وَعْـظٌ وَمَا أَجْلَى المَثَـلْ

كُنْتَ فِينَـا ذَلِكَ الشَّـهْمَ الَّذِي
أَكْسَبَ المَعْدُومَ .. حَمَّالًا لِكَلْ

مَنْ لَهُـمْ مِنْ بَعْدِ مَـا فَارَقْتَنَـا
مَنْ تُرَى يَقْفُو خُطَاكُمْ يَا بَطَلْ

مَنْ يُوَاسِيْنَـا ؟! وَفِي أوْجَاعِنَـا
مُنْـذُ أَنْ فَارَقْـتَ مَا لا يُحْتَمَلْ

كُنْتَ فِيْنَـا ثَاقِـبَ الفِـكْرِ الَّذِي
قَدْ أقَامَ الصَّفَّ مَنْ سَدَّ الخَلَلْ

فَلْتَـدُمْ ( رَابِطَـةٌ ) … أَوْلَيْتَهَــا
مِنْ صَفِيِّ الجُهْدِ بَاقٍ مَا انْتَقَلْ

وَلْيَقِيْكَ ( اللهُ ) مِنْ (بِـرٍّ) بِهَـا
حَرَّ نَـارٍ واللَّظَى فِيْهَـا اشْـتَعَلْ

جِئْتَ شَهْرَ الصَّومِ تَرْجُو مَغْنَمًا
آمِـلًا … ( لَـو أَنَّـهُ كَانَ اكْتَمَـلْ )

فَابْتَهِـجْ بالصَّـومِ .. هَـذِي جَنَّـةٌ
وَاغْتَرِفْ مَا شِئْتَ فِيْهَا مِنْ عَسَلْ

فُزْتَ بِـ (الفِرْدَوْسِ ) هَذَا ظَنُّنَا
لا يَخِيبُ الظَّنُّ فِي اللهِ الأَجَلْ
——————————-

الصفحة الشخصية للأستاذ الشاعر محمد فايد عثمان
شارك :

الشاعر محمد فايد عثمان

الشعر والشعراء

ديوان الشعر

شعراء مصريون

ما رأيك بالموضوع !

0 تعليق: