خزانة الأديب :
الأستاذ الدكتور خالد فهمي : كأن القرآن يتنزل من جديد (زمان الأزمة) الحلقة الثامنة موسم شهر رمضان 1441 هـ
.....
يقول رب العزة سبحانه :
هذه آية من آيات اللحظة بكل ما تعنيه الكلمة؛ لأنها آية تصف بداية مواجهة الحق مدعوما بالأدلة المتضافرة للباطل الذي لا يملك سوى مؤسسة اللغة المزيفة، كما سيتضح في الآية القادمة.
الآية نُظمت وفق مثلث محكم؛ بدءا وميزانا وتعليلا .
أما البدء فعلامة ماثلة في قوله تعالى ﴿وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء﴾ وكف اليد وطيها في الجيب نوع إعلان موسى قومه بالسلام، ثم الرسالة المسالمة تتجلى على أعظم صورة في تعبير : بيضاء من غير سوء ذلك أن اللون الأبيض في ثقافات العالم كلها رمز على الشفافية، وانتصار الروح على طينة الجسد. والبياض رمز على الحياة والحب والميلاد الجديد، والبياض رمز على الهدنة والصداقة ومشاعر الود والسلام، والبياض رمز على الفرح والعذرية والضمير الصافي واستنارة النفس.
وكل هذه الرسالات قصد إليها الذكر الحكيم في ذلك الموضع. وإن كان السياق سياق قدوم على مستبد طاغية!
ورسالة السلام المستكنة في البياض جاءت مؤكدة بقيد صيغ في تركيب شبه الجملة :من غير سوء.
وأما قاعدة المثلث الحاكم لنظم الآية الكريمة فهى ماثلة في قول الله تعالى ﴿في تسع آيات إلى فرعون وقومه﴾ ؛ ذلك أن مواجهة مؤسسة الاستبداد المدعومة بتفويض الجماهير المشوهة لا يكون إلا بمؤسسة استكملت عدة المواجهة المسالمة.
تسع الآيات أو قل عشر الآيات عند عد آية خروج اليد البيضاء مجرد مثال على ما يمكن به مقاومة الطغيان.
وهى في الأغلب للتمثيل لا الحصر، وهى قابلة للتكرار إذا ما تذكرنا أن القرآن الكريم كما جاء في وصفه يتحرك وفيه نبأ ما بعد زمان التنزيل .
وتسع الآيات والطغيان والجرأة على الله.
تسع الآيات بما فيها من تراجع الموارد ، وهجوم الطوفان، وهجوم الحشرات، والجدب، والتصحر، وهلاك البوادي والمواشي، ونقص الثمرات، وتراجع المخزون الاستراتيجي من الأغذية والطعام ، وانحسار الماء، وجفاف النيل – تحذير مرعب لمن يعي، ونذير صاخب صارخ لمن يحسن الفحص والتأمل والتدبر وقراءة سنن معاقبة الله للأمم التي تتجرأ على الله سبحانه.
أما ضلع المثلث الأخير فنذارة بالغة، وتحذير مدوٍّ يقول: ﴿إنهم كانوا قوما فاسقين﴾ وهذا الختام العجيب يوشك أن يعلن عن نفسه في صورة المصنع الذي ينتج العذاب، وينتج الوباء، ويوفر المحن ويُرْبي الأزمات.
الآية تعالن. بأنه من أراد أن يهلك الحرث والنسل فعليه بتشييد مصانع الفسق، والفسق هنا معصية الله، والفسق هنا الاقتداء بفرعون، والاقتداء بقوم فرعون، والفسق هنا حصار موسى، وتهجير موسى، وتخويف موسى، ومطاردة موسى، والشغب على موسى والفسق هنا هو ذراع مؤسسة الطغيان، والاستبداد.
الآية توشك أن تكون متنا بالغ الاكتناز في باب سقوط الحضارات، وتبيين أسباب سقوط الحضارات.
وتبيين علامات سقوط الحضارات.
والآية تتلخص في معادلة بالغة الخطر تقول: فسق ومعصية + (مقرونة) بالاستبداد ومشايعة الجماهير له = تساوي هجوم الأزمات والأوبئة وانهيار الحضارات .
الأستاذ الدكتور خالد فهمي : كأن القرآن يتنزل من جديد (زمان الأزمة) الحلقة الثامنة موسم شهر رمضان 1441 هـ
.....
يقول رب العزة سبحانه :
﴿وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين﴾ [ سورة النمل 27/12].
هذه آية من آيات اللحظة بكل ما تعنيه الكلمة؛ لأنها آية تصف بداية مواجهة الحق مدعوما بالأدلة المتضافرة للباطل الذي لا يملك سوى مؤسسة اللغة المزيفة، كما سيتضح في الآية القادمة.
الآية نُظمت وفق مثلث محكم؛ بدءا وميزانا وتعليلا .
أما البدء فعلامة ماثلة في قوله تعالى ﴿وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء﴾ وكف اليد وطيها في الجيب نوع إعلان موسى قومه بالسلام، ثم الرسالة المسالمة تتجلى على أعظم صورة في تعبير : بيضاء من غير سوء ذلك أن اللون الأبيض في ثقافات العالم كلها رمز على الشفافية، وانتصار الروح على طينة الجسد. والبياض رمز على الحياة والحب والميلاد الجديد، والبياض رمز على الهدنة والصداقة ومشاعر الود والسلام، والبياض رمز على الفرح والعذرية والضمير الصافي واستنارة النفس.
وكل هذه الرسالات قصد إليها الذكر الحكيم في ذلك الموضع. وإن كان السياق سياق قدوم على مستبد طاغية!
ورسالة السلام المستكنة في البياض جاءت مؤكدة بقيد صيغ في تركيب شبه الجملة :من غير سوء.
وأما قاعدة المثلث الحاكم لنظم الآية الكريمة فهى ماثلة في قول الله تعالى ﴿في تسع آيات إلى فرعون وقومه﴾ ؛ ذلك أن مواجهة مؤسسة الاستبداد المدعومة بتفويض الجماهير المشوهة لا يكون إلا بمؤسسة استكملت عدة المواجهة المسالمة.
تسع الآيات أو قل عشر الآيات عند عد آية خروج اليد البيضاء مجرد مثال على ما يمكن به مقاومة الطغيان.
وهى في الأغلب للتمثيل لا الحصر، وهى قابلة للتكرار إذا ما تذكرنا أن القرآن الكريم كما جاء في وصفه يتحرك وفيه نبأ ما بعد زمان التنزيل .
وتسع الآيات والطغيان والجرأة على الله.
تسع الآيات بما فيها من تراجع الموارد ، وهجوم الطوفان، وهجوم الحشرات، والجدب، والتصحر، وهلاك البوادي والمواشي، ونقص الثمرات، وتراجع المخزون الاستراتيجي من الأغذية والطعام ، وانحسار الماء، وجفاف النيل – تحذير مرعب لمن يعي، ونذير صاخب صارخ لمن يحسن الفحص والتأمل والتدبر وقراءة سنن معاقبة الله للأمم التي تتجرأ على الله سبحانه.
أما ضلع المثلث الأخير فنذارة بالغة، وتحذير مدوٍّ يقول: ﴿إنهم كانوا قوما فاسقين﴾ وهذا الختام العجيب يوشك أن يعلن عن نفسه في صورة المصنع الذي ينتج العذاب، وينتج الوباء، ويوفر المحن ويُرْبي الأزمات.
الآية تعالن. بأنه من أراد أن يهلك الحرث والنسل فعليه بتشييد مصانع الفسق، والفسق هنا معصية الله، والفسق هنا الاقتداء بفرعون، والاقتداء بقوم فرعون، والفسق هنا حصار موسى، وتهجير موسى، وتخويف موسى، ومطاردة موسى، والشغب على موسى والفسق هنا هو ذراع مؤسسة الطغيان، والاستبداد.
الآية توشك أن تكون متنا بالغ الاكتناز في باب سقوط الحضارات، وتبيين أسباب سقوط الحضارات.
وتبيين علامات سقوط الحضارات.
والآية تتلخص في معادلة بالغة الخطر تقول: فسق ومعصية + (مقرونة) بالاستبداد ومشايعة الجماهير له = تساوي هجوم الأزمات والأوبئة وانهيار الحضارات .
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق: