الدكتور خالد فهمي يكتب : كأن القرآن يتنزل من جديد (زمان الأزمة) الحلقة التاسعة والعشرون موسم شهر رمضان 1441 هـ.

شارك :
خزانة الأديب :

الدكتور خالد فهمي يكتب : كأن القرآن يتنزل من جديد (زمان الأزمة) الحلقة التاسعة والعشرون موسم شهر رمضان 1441 هـ. .
يقول رب العزة القوي المتعال:
﴿قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد
والأمر إليك
فانظري ماذا تأمرين﴾[ سورة النمل27/33].

هذه آية درس في التربية الوطنية والقومية للشعوب والأمم صاحبة الموارد والحضارة.
وهى آية درس في استجماع النخب في الأمة لأساب ما به تمايز دولهم، وفرص القوة التي يستندون إليها في تقدير قوتهم في مواجهة المنافسين!
الآية حكاية قول مجتمع النخبة، في المملكة القوية، وحكاية قول مؤسسات دولة سبأ الممهد بين يدي قرارات مواجهة مملكة سليمان:
جزء الآية الأول: ﴿نحن أولو قوة / وأولو بأس شديد﴾ مكون من جملتين اسميتين متعاطفتين بالواو،
وهما دالان على استقرار حضارة سبأ على امتداد زمني طويل ؛ بقرينة خلو الجملتين من المحددات الزمنية ؛ إشعارا بأن قوتهم وثباتهم صار كالجبلة والفطرة المركوزة فيهم، لا تتبدل بتبدل الأزمان والأحوال .
جزء الآية الأول نص في ضرورة استجماع أسباب القوة في الأمة؛ إذ القوة تعني حيازة العدة،
وجزء الآية الأول نص في أن العدد الكبير نقطة قوة للأمة ذلك أن القوة في الآية تعني : العدد!
جزء الآية الأول نص في ضرورة تغيير برامج تربية الشباب في الأمة على أخلاق الثبات، والشجاعة، لأن البأس هو الثبات "الشجاعة:، ودعوة إلى التوسع في الإنتاج الحربي، لأن البأس هو الألة والعتاد الحربي.
وجزء الآية الأول بجملتيه دعوة للنهوض ببرامج تدريب الشباب على حيازة أسباب القوة، ومهارات القتال، وبناء الأبدان،
ثم هو يشك أن يكون نصا في ضرورة مراجعة برامج التغذية في الأمة، ومحاصرة كل أسباب التقزم، والضعف البدني للشبيبة الناشئة، ومحاصرة كل أسباب سوء التغذية لدى الجماهير، ذلك أن ذلك كله هو الطريق لتحول الشعب إلى منحني أولي القوة وأولي البأس الشديد .
والآية في جزئها الثاني: الأمر إليك / فانظري ماذا تأمرين، يحكي ناتج الاجتماعات ، وناتج الحوار، وناتج المشاروات في صورة قرار مستوعب يحتمل استعداد أمة مملكة سبأ لقرارات الحرب،
ويحتمل استعداد أمة مملكة سبأ لقرارات السلام.
والآية في هذا الجزء الأخير كاشف عن نوع اصطفاف واتحاد يلزم أن يكون حاكما للنسيج السكاني الوطني في الأمم القوية ليمكنها من مواجهة المخاطر.
وجزء الآية الأخير كاشف عن تقدير خبرة مؤسسات الحكم النيابية والإدارية في الدول الكبرى لخبرة حكامها، وتاريخ حكامها في إدارة شئون البلاد والممالك .
والآية في جزئها الأخير تفتح الباب أمام مراجعة سلطات الحكم على هدي ما ورد في السيرة النبوية الكريمة التي نالت من تولية الأمة المرأة لأعلى مركز في قيادة الأمة ، وأخرت رتبة ذلك فيما جاء في السيرة عن ذم الأقوام الذين يولون أمورهم السيادية للمرأة.
وعلى هدى هذا الذي ورد في السيرة يوشك جزء الآية الأخير أن يحمل الأمة على مراجعة قرارات المؤسسات فيها فيما يتعلق بتفويض الحاكم، وتقليص حدود هذا التفويض ودوائره إلى أضيق حدود ممكنة لتحصرها في أوقات الحروب وأوقات الأزمات الكبرى فقط.
إن هذه الآية العجيبة في تأويلها تفتح الباب لمراجعة تطوير دراسات التربية الوطنية، ومراجعة تطوير مقررات الترببية الوطنية في الأمة،
كما أن الآية تفتح الباب لمراجعة سياسات الدعوة إلى تحديد النسل على هدي ما يمثله عدد السكان في الأمة من قيمة مضافة في ميزان قياس القوى وتقديرها في الصراعات والعلاقات الدولية.
الآية نص في ضرورة العمل على تعزيز سياسات الاصطفاف الوطني، والوحدة الوطنية لمواجهة الأزمات والمخاطر والتهديدات الخارجية.
والآية نص في ضرورة امتلاك النخب للمعلومات وإحاطتهم بما يطمئنهم عند الحوار والتشاور على وضع بلدانهم من خلال وعيهم بمقدراتها، ومستوى قوتها، ودرجة استعدادها التي تمكنها من مواجهة المخاطر والتهديدات.
الآية نص بديع يحمل الأمة على أن تتحرك في كل تجاه لتحوز أسباب القوة وأسباب البأس الشديد .

شارك :

الدكتور خالد فهمي

درر وجواهر العلماء

قرآنيات

كأن القرآن يتنزل من جديد

كأن القرآن يتنزل من جديد (زمان الأزمة)

ما رأيك بالموضوع !

0 تعليق: