الدكتور عزمي عبد البديع يكتب : مكانة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.

شارك :

 



مكانة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.

من أراد أن يعرف قدْر النبيّ محمّد - صلى الله عليه وسلّم - فليقرأ القرآن الكريم وليتضلع بعلْوم العربيّة حتى يعرف قانون البلاغة ورسوم الفصاحة فكم وكم لرسول الله صلوات الله عليه فى الذكر الحكيم من مناقب وفضائل!
إذ ما أقسم سبحانه بحياة أحد سوى حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم - لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون - وما قرَن طاعته تعالى بطاعة مخلوق سوى طاعته صلى الله عليه وسلم - يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم - وجرّد من شخصه المعظم القدوة الطيبة والأسوة الحسنة - لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة -.
وخصّه بأرقى خطاب في أبلغ كتاب - يا أيها النبي - يا أيها الرسول - وختم به الحُجة والنبوة والرسالة - اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا -.
وأثنى عليه فى كثير من الآيات المحكمات وتلطّف معه عند العتاب في المخاطبات - عبس وتولى. أن جاءه الأعمى - وقدّم بين يدي عتابه صلوات الله عليه ما يؤنس الروح ويزيل الوحشة - عفا الله عنك لمَ أذنت لهم - ومدح خُلقه ورفع في العالمين اسمه وذكره - وإنك لعلى خلق عظيم -.
وفي الإسراء والمعراج بلغ به مكانا عليّا لا يعلم به ملك مُقرب ولا نبي مُرسل هناك - عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى - رآى من آيات ربه الكبرى ما رآى- ما زاغ البصر وما طغى - عندئذ لاحت الأنوار في حضرة ذي الجلال والإكرام وشاهد بعينيه الشريفتين ما أعده الله للمؤمنين في جنات النعيم وما أعده تعالى من العقاب والشِّقوة والعذاب المهين لأصحاب النّار من الكفار والطغاة والمستكبرين.
وهناك فى العالم العلوىّ فُرضت أعظم فريضة فرضت الصلاة تتويجا لرحلته السنية منحة وهديّة له ولأمته صلى الله عليه وسلم تُغسل بها الأوزار وتُمحى بها الآثام وترفع بها الدرجات وقد أراح الله بها الصدور وطيّب بها القلوب وفرّج بها الكروب من غير واسطة ولا حجاب.
وبعد أن أقسم سبحانه وتعالى بحياته الشريفة وتلطف معه في مقامات العتاب ما ناداه باسمه المجرد كما نادى سائر الأنبياء والمرسلين إنما ناداه بصفته البالغة يا أيها النبي ويا أيها الرسول فكل خطاب بلفظ النبي أو الرسول في الكتاب العزيز ما أريد به إلا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وما زالت آيات القرآن الكريم تتنزل من سماء اللوح المحفوظ غضة ندية تلامس قلبه الشريف وتدفع عنه السأم والضجر والضيق حتى أذن الله تعالى باكتمال الوحي وتمام الفضل وبلوغ المِنّة ثمّ قضى الله أمره الذى أمضاه على جميع خلْقه { إنّك ميتٌ وإنّهم ميتون }.
شارك :

الدكتور عزمي عبد البديع

مقالات إسلامية

مقالات فيسبوكية

ما رأيك بالموضوع !

0 تعليق: