المظاهر خداعة:
========
إن المظاهر خدَّاعة، والمَقَاوِل ساحرة وسجَّاعة؛ فلا تحكمَنّّ على أحد؛ تهجد أم رقد، تمجن أم سجد، استرفد أم رفد..
قبل صحبة وتجارِبْ وتصافٍ وتغاضُبْ؛ فكم أعجبنا أقوامْ كذروة السنامْ في العلو والمقامْ؛ من مظاهرهم الجميلة وأحاديثهم العذبة الجليلة، فلما جمعتنا الصحبة والأسفارْ، وضمَّتنا الشدة والاختبارْ، نفرنا من زخرفهم كلَّ نِفار، وفررنا من حقيقتهم كل فِرار، وتعجبنا كيف أعجبنا حالهم ومقالهم يوما ما في أزمان قُدَما، واعجبْ -إن شئتَ العجب- من حالنا وقد صحبنا أقوامًا آخرين، وعرفناهم واختبرناهم؛ فصفت لنا الصداقه، وقويت بيننا العَلاقة، وامتدت بيننا الألفة، وسقطت عنا وعنهم الكلفة، وإذ بهم يتغيرون، ولعهودهم يتنكرون، ولوجوهنا ينكرون، وعلينا ينقلبون، ويستعلون ولأثماننا يسترخصون؛ فبكينا على أصحابنا القدماء الأوائل، أهل المروءة الأفاضل، حالت بيننا الحوائل، وصروف الدهر والغوائل... وقفت على الطلول أنشد وأقول:
ستظلُّ ذكرى عهدِكم أشواقا والقلبُ يصبو نحوَكم خَفَّاقا
شاءَ الودودُ بأنَّ أهلَ مودَّتي بهِمُ النوَى لَعبَتْ وأنْ أشتاقا
مَنْ لي بخِلٍّ يا حبيبي بعدَكم ويكونُ مثلي في الهوى سباقا
يمحو الأسى ويطيبُ نفسا إنْ رأى حظِّي الذي عَدِمَ الصفا قد راقا
فتشتُ في كلِّ البلادِ لعلَّني فرجعتُ والحزنُ امتطى الإخفاقا
_________
أيمن العوامري
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق: