خزانة الأديب : الدكتور عزمي عبد البديع : (آية وتفسيرها) الآية الثانية { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ }
يقول العزيز الحكيم في كتابه الشريف :
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ . من سورة الأنفال
جاءت هذه الآية الكريمة بعد الأمر بطاعة الله ورسوله أولا بقوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ) فحسن موقعها لتمام المناسبة بين صيغتي الأمر والنهي.
وفي الآية الكريمة نهي للمؤمنين عن التشبّه بهؤلاء الضالين المبطلين من طوائف المشركين والمنافقين واليهود والنصارى في عدم الطاعة والاستجابة لله تعالى.
وفي صياغتها الأسلوبية مفارقة تعبيرية بين جملتين أحدهما مثبتة والأخرى منفية (سمعنا / لا يسمعون) لأنّ العبرة ليست في مجرد الكلام باللسان وإنما العبرة في مطابقة هذه الأقوال للأفعال والتصرفات.
كثير من الناس لا يتجاوز الكلام عندهم محيط الآذان ولا تنفذ المعاني إلى فضاء الشعور والوجدان فهم لا ينفعلون مع آيات الله تعالى ولا يستشعرون عظمة وحي السماء ولا يهتدون لأنواره وتجلياته وكل معرفة كلامية في حياة الناس لا تتحول إلى واقع علمي وعمليّ فهي والجهل بها سواء.
جزاكم الله خيراً
ردحذف