الاستاذ عامر صلاح : نبي في آية ( نبي الله ذو الكفل) .

شارك :
خزانة الأديب ـ دار البشير :

ذا الكفل 🌹

والذي زعم بعض من القوم انه ابن سيدنا أيوب عليه السلام. قد قال بعض المشتغلين بالتاريخ ان ذو الكفل قد بعثه الله بعد سيدنا إلى أهل دمشق، كما أنه قد سُمي بذي الكفل نظراً لأنه تكفل ببعض الطاعات فوفى بها. ذو الكفل
يقول الله تعالى في محكم التنزيل:
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا ۖ إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ (86(.
فقد ظهر من ذكره في تلك الآية مقروناً بذكر هؤلاء الأنبياء أنه كان نبياً، وهو المشهور بين الناس، ومنه ابن كثير الذي رجح نبوته، نظراً لأن الله عز وجل ذد ذكره مقرونا بالأنبياء كمان في سورة الأنبياء، بينما قال البعض بأنه لم يكن نبياً بل كان رجلاً صالحاً وحكماً مقسطاً وعادلاً، وروي بذلك ابن جرير عن مجاهد حين ذكره:- ان ذا الكفل لم يكن نبياً بل رجلاً صالحاً.
مما رُوي أن اليسع عليه السلام أراد أن يستخلف أحداً ما على الناس فجمعهم وقال من يخلفني على أن يصوم النهار ويقوم الليل ولا يغضب، فنهض واحدٌ منهم واقفاً قائلاً: أنا، فكان في هيئته رثاً تزدريه العين، فأرجعه اليسع وعاد في يوم تالي مكرراً نفس الأمر قائلاً من يصوم النهار ويقوم الليل ولا يغضب، فتراجع الجميع وصمتوا بينما نهض نفس الشخص فأسختلفه.
وقد روي فيما روي عن بعض السلف ومنهم ابن جرير عن مجاهد أن سيدنا اليسع عندما كبر قال: لو أني أستخلف رجلاً على الناس يعمل عليهم في حياتي، حتى أنظركيف يعمل؟ فجمع الناس فقال: من يتقبل مني بثلاث أستخلفه: بصوم النهار، ويقوم الليل، ولايغضب؟، قال: فقام رجل تزدريه العين، فقال: أنا، فقال اليسع: أنت تصوم النهار وتقوم الليل ولا تغضب؟ فقال: نعم. فرده اليسع ذلك اليوم، وقال مثلها في اليوم الآخر، فسكت الناس، وقام ذلك الرجل فقال: أنا، فاستخلفه.
وتعدد القول في ذي الكفل، فعن كنانة ابن الأخنس قال: سمعت الأشعري واقفاً على منبر يقول: ما كان ذو الكفل نبياً ولكنه كان رجلاً صالحاً يصلي كل يوم مائة صلاة، فتكفل له.

وعن سعد ابن أبي عمر قال:
أنه قد سمع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً ليس مرة أو مرتين بل سبع مرات، (كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع عن ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينار على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته ارتعدت وبكت فقال لها ما يبكيك ؟ أكرهتك ؟ قالت : لا ولكن هذا عمل لم أعمله قط وإنما حملتني عليه الحاجة. قال: فتفعلين هذا ولم تفعليه قط ؟ ثم نزل فقال أذهبي بالدنانير لك، ثم قال: والله لا يعصي الله الكفل أبدا فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على بابه: قد غفر الله للكفل)

وهنا ينبغي التنبيه أن أغلب المفسرون للحديث قد قالو بأن ذي الكفل الذي ذكره القرآن ليس هو ذو الكفل الذي ذكر في الحديث الشريف.
وفي النهاية لقد تعددت الروايات التي تتحدث عن ذي الكفل، وأصله ونبوته ومن قبلهما سبب تسميته، إلا أن تلك القصص والروايات تحتاج إلى تمحيص وتدقيق شامل.
شارك :

أحدث المنشورات

الأستاذ عامر صلاح

قصص الأنبياء

مقالات إسلامية

نبي في آية

ما رأيك بالموضوع !

0 تعليق: