خزانة الأديب:
كأن
القرآن يتنزل من جديد
زمان الأزمة /4
....
يقول رب العزة الرحمن الرحيم :
(فَلَوْلَا كَانَ مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍۢ
يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْفَسَادِ فِى ٱلْأَرْضِ
إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ
وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ).
هذ آية جليلة جدا.
وهي نص بالغ القيمة في البيان عما يلزم الاحتياط له في مواجهة الأزمات ومواجهة أزمنة الأوبئة والجوائح العامة.
الآية تشير إلى أن تاربخ ما أورده الكتاب العزيز يمثل طوق نجاة في التأتي لمواجهة المستقبل. والاستعداد لمواجهة
المستقبل.
الآية تقرر أن الأطهار الأنقياء قلة على امتداد الزمان. وقلة في كل الأجيال. وقلة في كل الأمم.
وهم مع قلتهم الدائمة مادة نجاة للحياة والوجود.
الآية في مفتتحها إعلان ينبغي أن نعض عليه بالنواجذ لصناعة الأمل ومواجهة شلالات الياس الهادرة .
الآية في مفتتحها تقرر أن القلة الخيّرة هي صمام أمان الأمم. وأن القلة القائمة لله ببر الخلق هي مصانع الأمان والنجاة الحقيقية.
الآية تحذر من التضييق على أولى البقية الذين هم : المؤمنون والخيرون والأطهار والقابضون على جمر الإيمان والذين امتلأت قلوبهم بحب الخلق طلبا لمحبة الله.
الآية تعرّف أولي البقية بأنهم هم أولئك الذين ينهون عن الفساد في الأرض. ووالآية تعلق نجاة العالم على محددين ظاهرين جدا هما :
_ حفظ أولي البقية المؤمنين الأطهار الأخيار.
_ واستمرار النهي عن الفساد في الأرض والقيام بفعل الإصلاح في الأرض وصيانة الخير في الأرض.
الآية في مفتتحها تقول إن خراب العالم معلق بمحاربة أولي البقية الأخيار الأطهار المؤمنين. وهو ما كان ويكون إلى الآن .
والآية تقرر أن خراب العالم معلق بتمهيد المناخ للفساد في الأرض وهو ما كان ويكون إلى الآن.
والآية تنتقل من قانون النجاة إلى بيان قانون الخراب والضياع والسقوط الحضاري.
الآية تعين طريق السقوط في الإتراف.
وان طريق السقوط الحضاري في الظلم.
وأن طريق السقوط الحضاري في الإجرام.
الآية تصرخ بأن نجاة العالم ماثل في هدم مصانع الترف. والآية تعالن بأن الهلاك ماثل في التوسع في الطغيان من طريق النعيم.
الآية نص حاسم في رفض الاستبداد من حيث قُرنت النجاة والبقاء في استبقاء أولي البقية من أهل الخير والإصلاح.
الآية تقرر أن الأمم التي تحارب أهل السعي بالخير في الحياة تؤسس لصناعة الخراب والدمار.
والآية درس بليغ في الدعوة لدراسة تاريخ ارتقاء الحضارات وسقوطها.
والآية تقرر أن عدم التنبه لأهل الخير وأصحاب القلوب النقية الطاهرة هو بداية طريق تدمير الدول.
والآية تعالن بأن من إرادة استبقاء الدول والأنظمة مرهونة بصيانة أولي البقية الذين هم اهل الله.
والآية تقرر أن الله يغضب لحرب أوليائه وأن غضبه يتجلى فيكون منه إسقاط الدول والأمم التي تحارب هؤلاء الأولياء.
الآية توجه الشعوب إلى وجوب دراسة تاريخ الراحلين من أولي البقية من أجداد هذه الشعوب.
والآية تدعو إلى إعادة التخطيط للتربية القومية على هدي أولي البقية الذين كانوا أسباب النجاة لأممهم في الماضي.
الآية تقول إن استعراض التاريخ يكشف عن حقيقة بالغة السطوع والإشراق تقول: إن طريق إنهاء الأزمات يبدأ من حماية أولئك الذين هم مادة النجاة.
ثم إن الآية تفتح الطريق لإعادة النظر في تأسيس الجمعيات التطوعية الهادفة إلى خدمة مجتمعاتها.
وتفتح الطريق للتوسع في دعم ثقافة العمل الخيري.
وتفتح الطريق لتطوير دراسات علم اجتماع التكنولوجيا. وتفتح الطريق إلى تأسيس فرع جديد لتاريخ التطوع وتاريخ الإصلاح وتاريخ الفساد.
إن صوت الآية النهائي يعلن أن حفظ الحياة ونجاة الأحياء مرهون بالقلة الذين هم أولو البقية الذين ينهون عن الفساد في الأرض.
______________________
لا تنسوا التعليق وإبداء الرأي ومشاركة المقال مع أحبابكم لتعم الفائدة
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق: